قال السيد ابن طاووس: «قنوت مولانا الوفي الحسن بن علي العسكري عليهما السلام: يا من غشي نوره الظلمات، يامن أضاءت بقدسه الفجاج المتوعرات، يا من خشع له أهل الأرض والسماوات، يا من بخع له بالطاعة كل متجبرٍ عاتٍ، يا عالم الضمائر المستخفيات، وسعت كل شي ء رحمة وعلماً، فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك، وقهم عذاب الجحيم، وعاجلهم بنصرك الذي وعدتهم، انك لا تخلف الميعاد. وعجّل اللهم اجتياح أهل الكيد وأويهم الى شرّ دارٍ في أعظم نكالٍ وأقبح متاب.
اللهم انك حاضر أسرار خلقك، وعالمٌ بضمائرهم ومستغن لو لا الندب باللجأ الى تنجز ما وعدته اللاجي عن كشف مكامنهم، وقد تعلم يا ربّ ما أسرّه وابديه وأنشره وأطويه وأظهره وأخفيه، على متصرفات أوقاتي وأصناف حركاتي من جميع حاجاتي، وقد ترى يا رب ما قد تراطم فيه أهل ولايتك، واستمرّ عليهم من أعدائك غير ظنين في كرم ولا ضنين بنعم، ولكن الجهد يبعث على الاستزادة وما أمرت به من الدعاء، إذا أخلص لك اللجاء يقتضي إحسانك شرط الزيادة، وهذه النواصي والأعناق خاضعةٌ لك بذلّ العبودية والاعتراف بملكة الربوبية داعيةٌ بقلوبها ومحصّنات اليك في تعجيل الإنالة، وما شئت كان وما تشاء كائنٌ، أنت المدعو المرجو المأمول المسؤول، لا ينقصك نائلٌ وان اتّسع ولا يلحفك سائل وان ألح وضرع ملكك ولا يلحقه التنفيد وعزّك الباقي على التأييد وما في الاعصار من مشيتك بمقدار، وأنت اللَّه لا اله الّا أنت الرؤوف الجبار. اللهم أيّدنا بعونك، واكنفنا بصونك، وانلنا منال المعتصمين بحبلك، المستظلّين بظلّك» «1».