أبي الحسن فأسلم عليه وأحب أن يكسوني من ثيابه وأن يهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه، فدخلت على الرضا فقال لي مبتدئاً ان الريان بن الصلت مريد الدخول علينا والكسوة من ثيابنا والعطية من دراهمنا، فأذنت له. فدخل وسلم فأعطاه ثوبين وثلاثين درهماً من الدراهم المضروبة باسمه» «1».
قال ابن الوشاء: «خرجت من الكوفة الى خراسان فقالت لي ابنتي: يا أبه خذ هذه الحلّة فبعها وخذ لي بثمنها فيروزجا، فلما نزلت مرو فإذا غلمان الرضا عليه السلام قد جاؤا وقالوا: نريد حلة نكفن بها بعض غلماننا، فقلت: ما عندي فمضوا ثم عادوا وقالوا: مولانا يقرء عليك السلام ويقول لك: معك حلة في السفط الفلاني دفعتها اليك ابنتك وقالت اشتر لي بثمنها فيروزجا وهذا ثمنها» «2».
قال الحسين بن موسى بن جعفر «كنا حول أبي الحسن الرضا ونحن شبّان من بني هاشم، اذ مر علينا جعفر بن عمر العلوي وهو رثّ الهيئة، فنظر بعضنا الى بعض وضحكنا من هيئته، فقال الرضا: سترونه من قريب كثير المال كثير التبع. فما مضى الّا شهر أو نحوه حتى ولي المدينة وحسنت حاله، فكان يمر بنا ومعه الخصيان والحشم» «3».
وقال: «خرجنا معه الى بعض املاكه في يوم لا سحاب فيه فلما برزنا قال:
هل حملتم معكم المماطر؟ قلنا: لا وما حاجتنا الى المماطر وليس سحابٌ ولا نتخوف المطر، قال: قد حملته وستمطرون، قال: فما مضينا الّا يسيراً حتى ارتفعت سحابة ومطرنا فما بقي منا أحد الّا ابتلّ» «4».