في مجالس له عدداً من علماء الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغلبهم عن آخرهم حتى ما بقي منهم أحد الّا أقرّ له بالفضل وأقرّ على نفسه بالقصور، ولقد سمعته يقول: كنت اجلس في الروضة، والعلماء بالمدينة متوافرون، فإذا عيي الواحد منهم عن مسألة اشاروا اليّ بجمعهم وبعثوا اليّ المسائل فاجيب عنها» «1».
روى القندوزي عن موسى الكاظم عليه السلام أنه قال: «رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأميرالمؤمنين عليه السّلام معه، فقال صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: يا موسى ابنك ينظر بنور اللَّه عزّوجل، وينطق بالحكمة يصيب ولا يخطى ء يعلم ولا يجهل قد ملي ء علماً وحكماً» «2».
معرفته باللغات:
قال أبو الصلت الهروي: «كان الرضا عليه السّلام يكلم الناس بلغاتهم، فقلت له في ذلك فقال: يا أبا الصلت أنا حجة اللَّه على خلقه وما كان اللَّه ليتخذ حجة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم، أوما بلغك قول أميرالمؤمنين عليه السّلام: أوتينا فصل الخطاب، وهل هو الّا معرفته للّغات» «3».
قال ياسر الخادم: «كان غلمان لأبي الحسن عليه السّلام في البيت الصقالبة «4» ورومية وكان أبو الحسن عليه السّلام قريباً منهم، فسمعهم بالليل يتراطنون بالصقلبية والرومية، ويقولون: انا كنا نفتصد في كل سنة في بلادنا، ثم ليس نفتصدها هنا. فلما كان من الغد وجه أبو الحسن الى بعض الاطباء، فقال له: أفصد