الناس وأمر بقتلهما» «1».
وروى المتقي باسناده عن أم كلثوم ابنة أبي بكر «ان عمر بن الخطاب كان يعس بالمدينة ذات ليلة فرأى رجلًا وامرأة على فاحشة، فلما اصبح قال للناس:
أرأيتم ان اماماً رأى رجلًا وامرأة على فاحشة فأقام عليهما الحد ما كنتم فاعلين؟
قالوا: انما أنت امام، فقال علي بن أبي طالب: ليس ذلك لك، إذن يقام عليك الحد، ان اللَّه لم يأمن على هذا الأمر [اقل ] من أربعة شهداء ثم تركهم ما شاء اللَّه ان يتركهم، ثمّ سألهم فقال القوم مثل مقالتهم الأولى وقال علي مثل مقالته» «2».
وروى عن أنس بن مالك: «ان اعرابياً جاء بإبل له يبيعها فأتاه عمر يساومه بها، فجعل عمر ينخس بعيراً بعيراً يضربه برجله ليبعث البعير كيف قواده، فجعل الاعرابي يقول: خل ابلي لا أبا لك فجعل عمر لا ينهاه قول الأعرابي أن يفعل ذلك ببعير بعير، فقال الاعرابي لعمر: اني لأظنك رجل سوء فلما فرغ منها اشتراها، فقال: سقها وخذ اثمانها، فقال الأعرابي: حتى اضع عنها احلاسها واقتابها، فقال عمر: اشتريتها وهي عليها فهي لي كما اشتريتها، فقال الاعرابي:
اشهد انك رجل سوء، فبينما هما يتنازعان اذ أقبل علي فقال عمر: ترضى بهذا الرجل بيني وبينك؟ قال الاعرابي: نعم، فقصا على علي قصتهما فقال علي: يا أميرالمؤمنين ان كنت اشترطت عليه أحلاسها وأقتابها فهي لك كما اشترطت، وإلّا فان الرجل يزين سلعته بأكثر من ثمنها، فوضع عنها أحلاسها وأقتابها فساقها الاعرابي فدفع اليه عمر الثمن» «3».