وروى ان علياً عليه السّلام قضى «في رجل سافر مع اصحاب له فلم يرجع حين قفلوا الى اهاليهم فاتهم أهله اصحابه، فرفعهم الى شريح القاضي، فسأل الأولياء البينة فعجزوا عن اقامتها فأخبروا علياً بحكم شريح، فتمثل بقوله:
أوردها سعد وسعد مشتمل | يا سعد لا تروى بها ذاك الإبل |
ثم قال: ان اهون السقي التشريع، ثم فرق بينهم وسألهم واحداً واحداً فاعترفوا بقتله فقتلهم جميعاً. أراد المرتضى رضوان اللَّه عليه: ان هذا الذي فعله شريح كان يسيراً هيناً، وكان له أن يحتاط ويمتحن بأيسر ما يحتاط به في الدماء كما ان أهون السقي للابل تشريعها الماء» «2».
وروى ان علياً «امضى ما قضى به حسن بن علي في رجل وجد في خربة وبيده سكين ملطخ بالدم ورجل مذبوح متشحط بدمه، فقال له علي: ما تقول؟
قال: يا أميرالمؤمنين، أنا قتلته، قال: اذهبوا فاقيدوا منه، فلما ذهبوا به ليقتص منه، أقبل رجل مسرع فقال: لا تعجلوا وردّوه الى أميرالمؤمنين فردّوه، فقال الرجل المقبل: لا واللَّه يا أميرالمؤمنين، ما هذا صاحبه، أنا واللَّه قتلته، فقال للأول:
ما حملك على الاقرار على نفسك؟ فقال يا أميرالمؤمنين: وما كنت استطيع أن أعمل وقد شهد علي مثل هؤلاء الرجال، وقد أخذوني وفي يدي سكين ملطخ بالدم والرجل متشحط في دمه، وأنا قمت عليه متعجباً منه، فدخل عليّ هؤلاء