قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٢ - الصفحة ٤١٦
ويدلّ ايضاً على وجوب الطاعة لهم قوله تعالى:«مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ» وإذا كانت مودّتهم كمودّة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وجب ان يكون طاعتهم كطاعة الرسول صلّى اللَّه عليه وآله، صارت كطاعة اللَّه تعالى لموضع قوله تعالى: «مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ» «١» وهذا أدّل دليل على وجوب الاقتداء بهم عليهم السلام ومعنى (الّا) في هذه الآية بمعنى غير، ومعناها التفخيم لأمرهم، والتعظيم لهم، وذلك مثل قول الشاعر:
ولا عيب فيهم غير انّ سيوفهم بهنّ فلول من مراع الكتائب

أراد بغير، المبالغة في المدح، واليه ذهب عمرو بن بحر الجاحظ في كتابه الذي صنّفه للمأمون في امامة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:
إذا أوجب الرحمن في الوحي ودّهم فأين عن الوحي العزيز ذهاب
وأين عن الذكر العزيز مذاهب وأين الى غير الإله اياب «٢»

أقول: ذكر كثير من الحفّاظ نزول الآية في آل محمّد عليهم السّلام، منهم الطبري في ذخائر العقبى ص ٢٥ والزمخشري في الكشاف، وابن طلحة في مطالب السؤل، والهيثمي في مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٦٨، وابن حجر في الصواعق ص ١٠١ و ١٣٥ والشبلنجي في نور الابصار ص ١١٢ والبدخشي في مفتاح النجاء ص ٩، وغيرهم.
«أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ* وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ» «3».

(١)
سورة النساء: ٨٠.
(٢) خصائص الوحي المبين ص ٥٦.
(٣) سورة الشورى: ٢٤- 25.
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»
الفهرست