عيسى أحبّه قوم فهلكوا فيه، وابغضه قوم فهلكوا فيه، فقال المنافقون: اما رضي له مثلًا الا عيسى فنزلت:«وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ» «١».
روى المتقي باسناده عن علي قال: «جئت ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في ملأ من قريش فنظر اليّ، وقال: يا علي: انّما مثلك في هذه الأمه كمثل عيسى بن مريم احبه قومه فأفرطوا فيه فضج الملأ الذين عنده وقالوا: يشبه ابن عمه بعيسى فأنزل القرآن «وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ»» «٢».
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن علي قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في حلقة من قريش فاطلعت عليهم فقال لي رسول اللَّه: ما شبهك في هذه الأمة الّا عيسى بن مريم في أمته احبّه قوم فافرطوا فيه حتى وضعوه حيث لم يكن، فتضاحكوا وتغامزوا وقالوا: شبّه ابن عمه بعيسى بن مريم، قال: فنزلت «وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ» «٣».
وروى باسناده عن محمّد بن عبيد اللَّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده قال:
قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لعلي: ان فيك لخصلتين كانتا في عيسى بن مريم فقال بعض اصحابه حتى النبيين شبههم به، قال علي: وما الخصلتان قال:
احبّت النصارى عيسى حتى هلكوا فيه، وابغضته اليهود حتى هلكوا فيه، وابغضك رجل حتى هلك فيك، واحبّك رجل حتى يهلك فيك، فبلغ ذلك اناساً من قريش، واناساً من المنافقين فقالوا: كيف يكوف هذا جعله مثلًا لعيسى بن مريم؟ فأنزل اللَّه تعالى: «وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ» «4».