مسنده، والثعلبي في تفسيره عن ابن عباس قال: لما نزل «قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى» قالوا: يا رسول اللَّه من قرابتك الذين وجبت علينا مودّتهم؟
قال صلّى اللَّه عليه وآله: علي وفاطمة وابناؤهما عليهم السّلام، ووجوب المودّة يستلزم وجوب الطاعة» «١».
وقال في (منهاج الكرامة): «وغير علي عليه السّلام من الصحابة الثلاثة لا تجب مودته فيكون علي أفضل فيكون هو الإمام، ولانّ مخالفته تنافي المودة وامتثال اوامره يكون مودة، فيكون واجب الطاعة، وهو معنى الإمام» «٢».
قال ابن البطريق: فقد ثبت مودّتهم عليهم السّلام إذ هي بأمر اللَّه تعالى ولكونها أجر التبليغ، وإذا أمر اللَّه تعالى رسوله صلّى اللَّه عليه وآله ان يطلب من الأمة عوض بذله لنفسه ومهجته اجر السفارة بينه تعالى وبين امته المودّة في اولي القربى وفسّر اولى القربى من هم بقوله: علي وفاطمة والحسن والحسين، فوجبت مودّتهم كوجوب مودة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقامت مقام مودة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وإذا وجبت كوجوب مودّته وجب لهم من فرض الطاعة ما يجب له صلّى اللَّه عليه وآله وجب الاقتداء بهم، ولم يجب ذلك لهم الَّا من حيث كانت النفس واحدة بدليل قوله تعالى: «فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ» «3» ونفسه علي صلى اللَّه عليهما وآلهما ونساؤه فاطمة وابناه الحسن والحسين صلى اللَّه عليهما، وسيجي ء فيما بعد ذكر ذلك بطرقه ان شاء اللَّه تعالى.