وانما شربناها ونحن نعلم انها حرام فضربهم ثمانين ثمانين جلدة» «1».
وروى باسناده عن حنش «ان رجلين استودعا امرأة من قريش مائة دينار وأمراها ان لا تدفع إلى أحد منهما دون صاحبه، فأتاها أحدهما فقال: ان صاحبي قد هلك فادفعي الي المال فأبت فاستشفع اليها، ومكث يختلف اليها ثلاث سنين، قال: فدفعت اليه المال، ثم جاء اليها صاحبه، فقال: اعطيني مالي، فقالت له: قد أخذه صاحبك، فارتفعوا إلى عمر، فقال له عمر: الك بينة؟ فقال: هي بيّنتي، قال:
ما اراك الاضامنة، فقالت: أنشدك اللَّه الا ما رفعتنا الى علي بن أبي طالب عليه السّلام قال: فرفعها اليه فأتوه في حايط ل وهو يسبل الماء وهو مؤتزر بكساء، فقصوا عليه القصة، فقال للرجل: إيتني بصاحبك وعليّ متاعك» «2».
«كان عمر بن الخطاب يقول لعلي بن أبي طالب فيما كان يسأله عنه فيفرج عنه: لا ابقاني اللَّه بعدك يا علي» «3».
قال الشنقيطي: «ولأجل ما خصه اللَّه تعالى به من فهم دقائق العلم بسرعة احتاج أجلاء الصحابة لحله للعويصات، فكانوا يحيلون الأسئلة الصعبة عليه فيجيب فيها بالصواب على البديهة، فلذلك لما جاءه عمر سائلًا وقال: ان هؤلاء أصابوا بيض نعام وهم محرمون، قال علي: ألا أرسلت الي، قال عمر: أنا أحق باتيانك، قال علي: يضربون الفحل قلائص أبكاراً بعدد البيض، فلما ادبر قال عمر: اللهم لا تنزل بي شدة الا وأبو الحسن الى جنبي» «4».
وروى الشنقيطي عن عبد الرحمن السلمي، قال: «أتي عمر بامرأة أجهدها العطش، فمرت على راع فاستسقته فأبى أن يسقيها الا ان تمكّنه من نفسها، ففعلت، فشاور