برأس علي فقبّل بين عينيه ثم قال: بأبي أنتم، بكم هدانا اللَّه وبكم أخرجنا من الظلمات إلى النور» «١».
وروى باسناده عن عبدالرحمن قال: «شرب قوم الخمر بالشام وعليهم يزيد بن أبي سفيان في زمن عمر، فقال لهم يزيد: هل شربتم الخمر؟ فقالوا: نعم، شربناها، وهي لنا حلال فقال: أو ليس قال اللَّه عزّوجلّ:«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ» «٢» إلى قوله: «وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ» «٣» حتى فرغ من الآية فقالوا: اقرأ التي بعدها فقرأ «لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ» إلى قوله «وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» «4» فنحن من الذين آمنوا واحسنوا فكتب بأمرهم إلى عمر، فكتب اليه عمر، ان اتاك كتابي هذا ليلًا فلا تصبح حتى تبعث بهم إلي، وان اتاك نهاراً فلا تمس حتى تبعث بهم الي قال فبعث بهم اليه فلما قدموا على عمر سألهم عما كان سألهم يزيد وردوا عليه كما ردوا على يزيد، فاستشار فيهم أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فردوا المشورة اليه قال:
وعلي عليه السّلام حاضر في القوم ساكت. فقال: ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال أمير المؤمنين: انهم قوم افتروا على اللَّه الكذب واحلوا ما حرم اللَّه، فأرى ان تستتيبهم فان ثبتوا وزعموا أن الخمر حلال، ضربت اعناقهم، وان هم رجعوا ضربتهم ثمانين ثمانين بفريتهم على اللَّه عزّوجل فدعاهم فأسمعهم مقالة علي عليه السّلام فقال: ما تقولون؟ فقالوا: نستغفر اللَّه ونتوب اليه ونشهد ان الخمر حرام