قبران مكتوب عليهما: أنا رضوى وأختي حباء متنا لا نشرك باللَّه العزيز الجبار، وهما مجردتان فاغسلوهما وكفنوهما وصلوا عليهما، وادفنوهما ثم ابنوا مسجدكم فانه يقوم بناؤه، ففعلوا ذلك فكان كما قال عليه السّلام» «1».
وقال: «سأل أبا بكر نصرانيان، ما الفرق بين الحب والبغض ومعدنهما واحد؟ وما الفرق بين الرؤيا الصادقة والرؤيا الكاذبة ومعدنهما واحد؟ فأشار إلى عمر، فلما سألاه أشار إلى علي، فلما سألاه عن الحب والبغض، قال: ان اللَّه تعالى خلق الأرواح قبل الاجساد بألفي عام فأسكنها الهواء فمهما تعارف هناك اعترف ها هنا، ومهما تناكر هناك اختلف ها هنا، ثم سألاه عن الحفظ والنسيان، فقال: ان اللَّه تعالى خلق ابن آدم وجعل لقلبه غاشية، فمهما أمر بالقلب والغاشية منفتحة حفظ وحصا، ومهما مر بالقلب والغاشية منطبقة لم يحفظ ولم يحص، ثم سألاه عن الرؤيا الصادقة والرؤيا الكاذبة، فقال: عليه السّلام ان اللَّه تعالى خلق الروح وجعل لها سلطاناً فسلطانها النفس فإذا نام العبد خرج الروح وبقي سلطانه فيمر به جيل من الملائكة وجيل من الجنّ، فمهما كان من الرؤيا الصادقة فمن الملائكة، ومهما كان من الرؤيا الكاذبة فمن الجن، فأسلما على يديه وقتلا معه يوم صفين» «2».
وقال: «سأل رسول ملك الروم أبا بكر عن رجل لا يرجو الجنة ولا يخاف النار ولا يخاف اللَّه، ولا يركع ولا يسجد، ويأكل الميتة والدم، ويشهد بما لا يرى، ويحب الفتنة ويبغض الحق، فلم يجبه فقال عمر: ازددت كفراً إلى كفرك، فأخبر بذلك علي عليه السّلام فقال: هذا رجل من أولياء اللَّه لا يرجو الجنة ولا يخاف النار ولكن يخاف اللَّه، ولا يخاف اللَّه من ظلمه وانما يخاف من عدله، ولا يركع ولا