بأبي بكر رضي الله عنه فاخذ منه براءة فأتى أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخله من ذلك مخافة أن يكون قد انزل فيه شئ فلما أتاه قال مالي يا رسول الله قال خير أنت أخي وصاحبي في الغار وأنت معي على الحوض غير أنه لا يبلغ عنى غيري أو رجل منى * وأخرج ابن مردويه عن أبي رافع رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه ببراءة إلى الموسم فأتى جبريل عليه السلام فقال إنه لن يؤديها عنك الا أنت أو رجل منك فبعث عليا رضي الله عنه على اثره حتى لحقه بين مكة والمدينة فاخذها فقرأها على الناس في الموسم * وأخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعثني أبو بكر رضي الله عنه في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ثم أردف النبي صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه فأمره أن يؤذن ببراءة فأذن معنا على رضي الله عنه في أهل منى يوم النحر ببراءة أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان * وأخرج الترمذي وحسنه وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر رضي الله عنه وأمره أن ينادى بهؤلاء الكلمات ثم اتبعه عليا رضي الله عنه وأمره أن ينادى بها فانطلقا فحجا فقام على رضي الله عنه في أيام التشريق فنادى ان الله برئ من المشركين ورسوله فسحوا في الأرض أربعة أشهر ولا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ولا يدخل الجنة الا مؤمن فكان على رضي الله عنه ينادى بها * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه وابن المنذر والنحاس والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن زيد بن تبيع رضي الله عنه قال سألنا عليا رضي الله عنه بأي شئ بعثت مع أبي بكر رضي الله عنه في الحج قال بعثت بأربع لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة ولا يطوف بالبيت عريان ولا يجتمع مؤمن وكافر بالمسجد الحرام بعد عامه هذا ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فعهده إلى مدته ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر * وأخرج إسحاق بن راهويه والدارمي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر على الحج ثم أرسل عليا رضي الله عنه ببراءة فقرأها على الناس في موقف الحج حتى ختمها * وأخرج البيهقي في الدلائل عن عروة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أميرا على الناس سنة تسع وكتب له سنن الحج وبعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه بآيات من براءة فأمره أن يؤذن بمكة وبمنى وعرفة وبالمشاعر كلها بأنه برئت ذمة رسوله من كل مشرك حج بعد العام أو طاف بالبيت عريان وأجل من كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد أربعة أشهر وسار على رضي الله عنه على راحلته في الناس كلهم يقرأ عليهم القرآن براءة من الله ورسوله وقرأ عليهم يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد الآية * وأخرج أبو الشيخ عن علي رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ببراءة فقلت يا رسول الله تبعثني وأنا غلام حديث السن واسأل عن القضاء ولا أدرى ما أجيب قال ما بد من أن تذهب بها أو أذهب بها قلت إن كان لابد أنا أذهب قال انطلق فان الله يثبت لسانك ويهدى قلبك ثم قال انطلق فاقرأها على الناس * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله براءة من الله ورسوله الآية قال حد الله للذين عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أشهر يسيحون فيها حيث شاؤوا وحد أجل من ليس له عهد انسلاخ الأربعة الأشهر الحرم من يوم النحر إلى انسلاخ الحرم خمسين ليلة فإذا انسلخ الأشهر الحرم أمره أن يضع السيف فيمن عاهد ان لم يدخلوا في الاسلام ونقض ما سمى لهم من العهد والميثاق وان ذهب الشرط الأول الا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام يعنى أهل مكة * وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان لقوم عهود فامر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤجلهم أربعة أشهر يسيحوا فيها ولا عهد لهم بعدها وأبطل ما بعدها وكان قوم لا عهود لهم فأجلهم خمسين يوما عشرين من ذي الحجة والمحرم كله فذلك قوله فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم قال ولم يعاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية أحدا * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما براءة من الله ورسوله قال برئ إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من
(٢١٠)