ذكره عمير خبر، فنصح له نصحاً كثيراً، فقال: ان لي من يشهد بذلك، وهو أبو جهل وعكرمة وعقبة بن أبي معيط وأبو سفيان وحنظلة، فقال عليه السّلام:
مكيدة تعود إلى من دبرها ثم أمر الشهود أن يقعدوا في الكعبة، ثم قال لعمير: يا أخا ثقيف أخبرني الآن حين دفعت وديعتك هذه الى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم اي الاوقات كان؟ قال: ضحوة نهار، فأخذها بيده ودفعها إلى عبده ثم استدعى بأبي جهل وسأله عن ذلك قال: ما يلزمني ذلك ثم استدعى بأبي سفيان وسأله، فقال: دفعها عند غروب الشمس واخذها من يده وتركها في كمه، ثم استدعى حنظلة وسأله عن ذلك، فقال: كان عند وقت وقوف الشمس في كبد السماء وتركها بين يديه الى وقت انصرافه، ثم استدعى بعقبة وسأله عن ذلك، فقال: تسلمها بيده وأنفذها في الحال إلى داره، وكان وقت العصر، ثم استدعى بعكرمة وسأله عن ذلك، فقال: كان بزوغ الشمس أخذها، فأنفذها من ساعته إلى بيت فاطمة، ثم أقبل على عمير، وقال له: اراك قد اصفر لونك وتغيرت احوالك، قال: أقول الحق، ولا يفلح غادر وبيت اللَّه، ما كان لي عند محمّد صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وديعة وانهما حملاني على ذلك، وهذه دنانيرهم وعقد هند عليه اسمها مكتوب، ثم قال علي: ائتوني بالسيف الذي في زاوية الدار فاخذه وقال: أتعرفون هذا السيف؟ فقالوا: هذا لحنظلة، فقال أبو سفيان: هذا مسروق، فقال عليه السّلام: ان كنت صادقاً في قولك فما فعل عبدك مهلع الأسود؟ قال: مضى إلى الطائف في حاجة لنا، فقال: هيهات أن يعود وتراه، ابعث اليه احضره ان كنت صادقاً، فسكت أبو سفيان، ثم قام في عشرة عبيد لسادات قريش فنبشوا بقعة عرفها، فإذا فيها العبد مهلع الأسود، فأمرهم باخراجه فأخرجوه وحملوه الى الكعبة، فسأله الناس عن سبب قتله، فقال: إن أبا سفيان وولده ضمنوا له رشوة