قال ابن حجر الهيتمي: «وسبب قوله صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: أقضاكم علي، السابق في أحاديث أبي بكر، أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كان جالساً مع جماعة من أصحابه فجاء خصمان فقال أحدهما: يا رسول اللَّه ان لي حماراً وان لهذا بقرة وان بقرته قتلت حماري فبدأ رجل من الحاضرين فقال: لا ضمان على البهائم، فقال صلّى اللَّه عليه وسلّم: اقض بينهما يا علي، فقال علي لهما:
أكانا مرسلين أم مشدودين؟ أم أحدهما مشدود والآخر مرسلًا؟ فقالا: كان الحمار مشدوداً والبقرة مرسلة، وصاحبها معها، فقال: على صاحب البقرة ضمان الحمار، فأقر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حكمه وامضى قضاءه» «1».
وروى أسعد بن إبراهيم الاربلي باسناده عن الإمام علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده عن آبائه عن الحسين بن علي عليهما السّلام قال: «من قضايا أميرالمؤمنين عليه السّلام ان ثوراً قتل حماراً في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وطالب صاحب الحمار بقيمته، وتحاكما إلى جميع الصحابة، فلم يفصل بينهم أحد، وجاء إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم والصحابة حوله فجعل يقول لواحد واحد: ما تقول؟ فمنهم من قال: يؤخذ الثور ومنهم من قال غير ذلك فقال:
قولوا لعلي، فلما حضر شرحوا له القضية، فقال: ان كان الثور هجم على الحمار وهو عاقل، لزم اصحاب الثور قيمة الحمار، وان كان الحمار دخل على الثور فلا ضمان عليه، فرفع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يده إلى السماء وقال: الحمد للَّه الذي منّ علي بمن يقضي بقضاء النبيين» «2».
قال السيد الشهيد نور اللَّه التستري: «ان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله