في صدره وقال: اللّهم اهده الى القضاء، فنهاهم عن الدّباء والحنتم والمزفّت» «1».
روى المتّقي باسناده عن علي، قال: «أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ناس من اليمن، فقالوا ابعث فينا من يفقهنا في الدين، ويعلمنا السنن، ويحكم فينا بكتاب اللَّه، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: انطلق يا علي الى أهل اليمن، ففقههم في الدين وعلّمهم السنن واحكم فيهم بكتاب اللَّه، فقلت: ان أهل اليمن قوم طغاة يأتوني من القضاء بما لا علم لي به. فضرب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على صدري، ثم قال: اذهب فان اللَّه سيهدي قلبك ويثبت لسانك. فما شككت في قضاء بين اثنين حتى الساعة» «2».
قال الزبيدي: «الديان: القاضي، ومنه الحديث: كان علي ديان هذه الامة بعد نبيها، أي قاضيها» «3».
قال محمّد بن طلحة: «نقل القاضي الإمام أبو محمّد الحسين بن مسعود البغوي في كتابه المسمى بالمصابيح مروياً عن أنس بن مالك: ان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما خَصّ جماعة من الصحابة كل واحد بفضيلة، خَصَصَ علياً عليه السّلام بعلم القضاء فقال: وأقضاهم علي. فقد صدع هذا بمنطوقه وصرح بمفهومه ان انواع العلم واقسامه قد جمعها رسول صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لعلي دون غيره فان كل واحد ممن خصصه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بفضيلة خاصة لم يتوقف حصول تلك الفضيلة على غيرها من الفضائل والعلوم، فانه صلّى