يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ» «١».
قال شرف الدين: «لما فرغ النبي صلّى اللَّه عليه وآله من غزوة أحد، وقصتها مشهورة، وكان أبو سفيان والمشركون قد كسروا وانصرفوا، فلما بلغوا الروحاء ندموا على انصرافهم ونزلوا بها وعزموا على الرجوع، فأخبر النبي صلّى اللَّه عليه وآله بذلك فقال لأصحابه: هل من رجل يأتينا بخبر القوم فلم يجبه أحد منهم، فقام أميرالمؤمنين عليه السّلام وقال: أنا، قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم له: إذهب فان كانوا قد ركبوا الخيل وجنبوا الابل فانهم يريدون المدينة، وان كانوا ركبوا الابل وجنبوا الخيل فانهم يريدون مكة، فمضى أميرالمؤمنين عليه السّلام على ما به من الالم والجراح حتى كان قريباً من القوم فرآهم قد ركبوا الابل وجنبوا الخيل فرجع وأخبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بذلك فقال:
أرادوا مكة. فأمير المؤمنين عليه السّلام هو المشار إليه بقوله «الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ» وبقوله «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ».
ونقل ابن مردويه من الجمهور عن أبي رافع، ان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وجه علياً عليه السّلام في نفر في طلب أبي سفيان فلقيه اعرابي من خزاعة فقال له «إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ» يعني أبا سفيان واصحابه «وَقَالُواْ» يعني علياً واصحابه «حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» فنزلت هذه الآيات إلى قوله «وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ».
«فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَ