صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، والاتحاد محال. فيبقي المراد المساوي، وله صلّى اللَّه عليه وآله الولاية العامة فكذا لمساويه. وايضاً لو كان غير هؤلاء مساوياً لهم أو أفضل منهم في استجابة الدعاء لأمره تعالى بأخذهم معه لأنه في موضع الحاجة، وإذا كانوا هم الافضل تعينت الامامة فيهم عليهم السّلام، وهل تخفى دلالة هذه الآية على المطلوب الّا على من استحوذ الشيطان عليه، واخذ بمجامع قلبه، وخيل له حب الدنيا التي لا ينالها الّا بمنع أهل الحق عن حقهم» «١».
وقال رضوان اللَّه عليه: المراد: المساواة، ومساوي الأكمل الأولى بالتصرف أكمل وأولى، وهذه الآية من أدل دليل على علو مرتبة مولانا أميرالمؤمنين عليه السّلام، لأنه تعالى حكم بالمساواة لنفس الرسول صلّى اللَّه عليه وآله، وانه تعالى عينه في استعانة النبي صلّى اللَّه عليه وآله في الدعاء، واي فضيلة أعظم من أن يأمر اللَّه تعالى نبيه بأن يستعين به على الدعاء اليه والتوسل به، ولمن حصلت هذه المرتبة «٢»؟
وخلاصة الكلام في هذا المقام، إنك تجد قضيّة خروج النبي صلّى اللَّه عليه وآله بعليٍ وفاطمة وحسن وحسين للمباهلة مع النصارى، بتفسير الآية من سورة آل عمران في أغلب تفاسير أهل السنّة، وتجدها في الكتب الحديثيّة، وكتب السيرة النبويّة، وكتب الفضائل والمناقب ... ممّا لا يُبقي مجالًا للتأمّل في هذه القضيّة الفريدة في تاريخ الاسلام.
وقد دلّت هذه القضية على امامة أمير المؤمنين، لأنه الذي جاء مصداقاً لقوله تعالى «وَأَنْفُسَنَا»، ومن الواضح أنّ من يكون نفس النبي يكون مساوياً له