فرجعوا إلى معاوية، فقالوا: ان علياً عليه السّلام يزعم أنه لم يفعل. فقال معاوية:
ان كان صادقاً فليمكنّا من قتلة عثمان، فانهم في عسكره وجنده وأصحابه وعضده فرجعوا إلى علي عليه السّلام. فقالوا: ان معاوية يقول لك: ان كنت صادقاً فادفع إلينا قتلة عثمان أو أمكنا منهم. قال لهم علي: تأول القوم عليه القرآن ووقعت الفرقة وقتلوه في سلطانه وليس على ضربهم قود. فخصم علي معاوية. فقال معاوية: إن كان الأمر كما يزعمون فما له ابتز الأمر دوننا على غير مشورة منا ولا ممن ها هنا معنا. فقال علي عليه السّلام: انما الناس تبع المهاجرين والانصار، وهم شهود المسلمين في البلاد على ولايتهم وأمر دينهم، فرضوا بي وبايعوني، ولست استحل ان ادع ضرب معاوية يحكم على الأمة ويركبهم ويشق عصاهم. فرجعوا إلى معاوية فأخبروه بذلك. فقال: ليس كما يقول فما بال من ها هنا من المهاجرين والانصار لم يدخلوا في هذا الأمر فيؤامروه. فانصرفوا إلى علي عليه السّلام فقالوا له ذلك وأخبروه. فقال علي عليه السّلام: ويحكم هذا للبدريّين دون الصحابة، ليس في الأرض بدري الّا قد بايعني وهو معي أو قد اقام ورضي، فلا يغرنكم معاوية من انفسكم ودينكم فتراسلوا ثلاثة اشهر، ربيعاً الآخر وجماديين، فيفزعون الفزعة فيما بين ذلك، فيزحف بعضهم إلى بعض، وتحجز القراء بينهم ففزعوا في ثلاثة أشهر خمسة وثمانين فزعة كل فزعة يزحف بعضهم إلى بعض ويحجز القراء بينهم ولا يكون بينهم قتال» «1».