وقال نصر: «واقتتل الناس من لدن اعتدال النهار إلى صلاة المغرب، ما كانت صلاة القوم الا التكبير عند مواقيت الصلاة، ثم ان ميسرة العراق كشفت ميمنة أهل الشام فطاروا في سواد الليل واعاد عبيد اللَّه والتقى هو وكرب- رجل من عكل- فقتله وقتل الذين معه جميعاً، وانما انكشف الناس لوقعة كرب فكشف أهل الشام أهل العراق فاختلطوا في سواد الليل وتبدلت الرايات بعضها ببعض، فلما اصبح الناس وجد أهل الشام لواءهم وليس حوله الا الف رجل فاقتلعوه وركزوه من وراء موضعه الأول وأحاطوا به، ووجد أهل العراق لواءهم مركوزاً وليس حوله إلا ربيعة، وعليّ عليه السّلام بينها وهم يحيطون به، وهو لا يعلم من هم ويظنهم غيرهم، فلما أذّن مؤذّن عليّ حين طلع الفجر قال علي:
يا مرحباً بالقائلين عدلا | وبالصلاة مرحباً وأهلا |
فلمّا صليى علي الفجر أبصر وجوهاً ليست بوجوه أصحابه بالأمس، وإذا مكانه الذي هو به ما بين الميسرة والقلب بالأمس، فقال: من القوم؟ فقالوا:
ربيعة، وقد بتَّ فيهم تلك الليلة، قال: فخر طويلٌ لك يا ربيعة، ثم قال لهاشم: خذ اللواء، فواللَّه ما رأيت مثل هذه الليلة، ثم خرج نحو القلب حتى ركز اللواء به» «2».
قال نصر: «ثم كانت بين الفريقين الواقعة المعروفة ب «وقعة الخميس»