ثم تناهض القوم يوم الأربعاء فاقتتلوا اقتتالا شديدا نهارهم كله، وانصرفوا عند المساء وكل غير غالب. وكان على يركب بغلا له يستلذه (1)، فلما حضرت الحرب قال: ائتوني بفرس. [فأتوه بفرس] له ذنوب أدهم (2) يقاد بشطنين (3) يبحث الأرض بيديه جميعا (4)، له حمحمة وصهيل، فركبه وقال: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين)، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
نصر: عمرو بن شمر، عن جابر، عن تميم، قال: كان علي إذا سار إلى القتال ذكر اسم الله حين يركب، ثم يقول: الحمد لله على نعمه علينا وفضله العظيم، (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. وإنا إلى ربنا لمنقلبون).
ثم يستقبل القبلة ويرفع يديه إلى الله ثم يقول: اللهم إليك نقلت الأقدام، وأتعبت الأبدان، وأفضت القلوب، ورفعت الأيدي، وشخصت الأبصار. (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين). سيروا على بركة الله. ثم يقول:
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر. يا الله يا أحد يا صمد، يا رب محمد.
بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ([الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين]. إياك نعبد وإياك نستعين).
اللهم كف عنا بأس الظالمين. فكان هذا شعاره بصفين.