المفروض طاعته ومتابعته، المصرحون بخلافه، فإذا فعلوا ذلك واتصفوا به تعين قتالهم كما اعتمده أهل حروراء والنهروان، فقاتلهم علي وهم الخوارج فبدأ علي عليه السّلام بقتال الناكثين وهم اصحاب الجمل، وثنى بقتال القاسطين وهم أهل الشام بصفين، وثلث بقتال المارقين وهم الخوارج أهل حروراء والنهروان» «1».
وروى الخطيب باسناده عن علقمة والاسود. قالًا: اتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين، فقلنا له: يا أبا أيوب إن اللَّه أكرمك بنزول محمّد صلّى اللَّه عليه وسلّم وبمجى ء ناقته تفضلًا من اللَّه واكراماً لك حتّى أنا خت ببابك دون الناس، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا اله الّا اللَّه فقال:
يا هذا ان الرائد لا يكذب أهله، وان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أمرنا بقتال ثلاثة مع علي، بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين، فأما الناكثون فقد قابلناهم أهل الجمل طلحة والزبير، وامّا القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم- يعني معاوية، وعمرواً- وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السعيفات، وأهل النخيلات، وأهل النهروانات، واللَّه ما أدري أين هم ولكن لا بدّ من قتالهم ان شاء اللَّه. قال وسمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول لعمّار: «يا عمّار تقتلك الفئة الباغية، وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك، يا عمّار بن ياسر، ان رأيت علياً قد سلك واديا وسلك الناس وادياً غيره فأسلك مع علي فإنّه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى، يا عمّار من تقلد سيفاً أعان به علياً على عدوه قلده اللَّه يوم القيامة وشاحين من در، ومن تقلد سيفاً أعان به عدو علي عليه قلده اللَّه يوم القيامة وشاحين من نار. قلنا يا هذا حسبك رحمك اللَّه، حسبك رحمك اللَّه» «2».