قاربت الشمس الغروب خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم ويدخل السبت فلا يحل له قتالهم فيه، فدعا اللَّه تعالى فردّ عليه الشمس ساعة حتى فرغ من قتالهم، قيل: كان علم النجم صحيحاً قبل ذلك فلما وقفت الشمس ليوشع عليه السّلام بطل اكثره، ولما ردت لعلي رضي اللَّه عنه بطل جميعه» «1».
وقال البدخشي: «أقول: إن هذا الحديث صححه الطّحاوي من علماء الحنفّية، والقاضي أبو الفضل عياض بن موسى البستي اليحصبي من المالكيّة، وكذا اورده الشّيخ سعيد بن محمّد بن مسعود الكازروني من الشافعّية في المنتقى» «2».
اقول: من الادلة التي استدل بها العلامة الحلي لاثبات امامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب حديث (رد الشمس) فقال: «التاسع من الأدلة الدالة على إمامته، المستنبطة من أحواله عليه السّلام، رجوع الشمس له مرتين. إحداهما في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم والثانية بعده.
أما الأولى: فروى جابر وأبو سعيد الخدري: ان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نزل عليه جبرئيل عليه السّلام بالوحي يوماً يناجيه من عند اللَّه تعالى، فلما تغشاه الوحي توسد فخذ أميرالمؤمنين عليه السّلام فلم يرفع رأسه حتى غابت الشمس فصلى عليه السلام العصر بالايماء، فلما استيقظ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال له: سل اللَّه يرد عليك الشمس لتصلي العصر قائماً فدعا فردّت الشمس فصلى العصر قائماً.
أما الثانية: فلما أراد ان يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من اصحابه بتعبير دوابهم، وصلى بنفسه في طائفة من أصحابه العصر وفاتت كثيراً منهم، فتكلموا في