ومن القواعد أنّ تعدّد الطرق يفيد أنّ للحديث أصلًا.
قال الزرقاني في شرح المواهب: ومن لطائف الاتفاقات الحسنة: ان ابا المظفر الواعظ ذكر يوماً قريب الغروب فضائل علي رضي اللَّه عنه وردّ الشمس له والسماء مغيمة غيما مطبقاً، فظنوا انها غربت وهموا بالانصراف فأصحّت السماء ولاحت الشمس صافية الاشراق، فأشار اليهم بالجلوس وقال ارتجالًا:
لا تغربي يا شمس حتى ينتهي | مدحي لآل المصطفى ولنجله | |
واثني عنانك ان أردت ثنائهم | أنسيت اذ كان الوقوف لأجله | |
إن كان للمولى وقوفك فليكن | هذا الوقوف لخيله ولرجله» |
قال: «وأما حديث لم تحبس الشمس على احد الّا ليوشع بن نون، فهو محمول على ان المعنى لم تحبس على أحد من الانبياء غيري الا ليوشع، وقال الحافظ ابن حجر: الحصر محمول على الماضي للأنبياء قبل نبينا وليس فيه انها لا تحبس بعد الماضي، وحديث حبسها على يوشع لا يعارض حديث علي رضي اللَّه عنه لأنه في قصة يوشع كان حبسها قبل الغروب وفي قصة علي كان حبسها بعد الغروب وقوله: الا ليوشع بن نون، يعني حين قاتل الجبارين بعد وفاة موسى وهارون عليهما السّلام، وكان يوشع خليفة موسى عليه السّلام وهو القائم بالرسالة بعده فدعا اللَّه تعالى ان يدنيه من الأرض المقدسة رمية حجر وقاتلهم يوم الجمعة، فلما