قال أبو جعفر الطحاوي بعد رواية حديث ردّ الشمس: «كلّ هذه الأحاديث من علامات النبوّة، وقد حكى علي بن عبد الرحمن بن المغيرة عن أحمد ابن صالح انه كان يقول: لا ينبغي لمن كان سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث اسماء الذي روي لنا عنها لأنه من اجلّ علامات النبوّة.
(وقال): وهذا كما قال: وفيه لمن كان دعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم اللَّه عزّوجلّ له بما دعا به له حتى يكون له ذلك المقدار الجليل والرتبة الرفيعة، لأن ذلك كان من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ليصلي صلاته تلك التي احتبس نفسه على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حتى غربت الشمس في وقتها على غير فوت منها اياه، وفي ذلك ما قد دل على التغليظ في فوات العصر، ومن ذلك ما قد روي عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
(حدّثنا) عبد الغني بن ابي عقيل حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله ... فوقى اللَّه عزّوجلّ علياً ذلك لطاعته لرسول اللَّه» «1».
قال الحسن النعماني: «ولا يعارض هذا ما روي عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه لم تحبس الشمس على أحد الا ليوشع، لأن حبسها عند الغروب غير الرد بعد الغروب، ولا ما روي عنه قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: لم ترد الشمس منذ ردت على يوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس، لأن معناه مذ ردّت إلى يومئذٍ وليس في ذلك ما يدفع أن يكون ردت على علي رضي اللَّه عنه بعد ذلك بدعائه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهذا من اجلّ علامات النبوّة، وفيه ما يدل