منه، وقد كان النبي عليه السّلام يغرّه بالعلم غراً ويسر إليه من علومه ما لم يسر إلى مثله سراً.
٣- واما الكتابة بوجوه الاتصال والانفصال: فقوله تعالى:«وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ» قيل: معناه الكتابة بالقلم وكان عيسى في الكتابة آية كما كان في سائر الاشياء آية.
فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه علم الكتابة والخطابة وأوتي الفضل والاصابة، وكان كاتب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يكتب له العقود والعهود.
4- واما هلاك الفريقين فيه من أهل الضلال: فان عيسى يهلك فيه اليهود والنصارى، اما اليهود فانهم ينسبونه إلى السحر والغي، واما النصارى فانهم يقولون بالاقانيم الثلاثة او بالبنوّة، أو بالشركة، أو بالربوبية، وجميعها متضادة وكلا الفريقين ضالّان، ومأواهم النار وبئس المصير ...
فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه، يهلك فيه الخوارج المارقة والروافض الضالة ... عن ربيعة بن ناجد عن علي قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: فيك مثل من عيسى بن مريم، ابغضته اليهود حتى بهتوا امه وأحبّته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس له، ثم قال علي: يهلك فيّ رجلان محب يعرفني بما ليس فيّ ومبغض مفتر يحمله شنآني على أن يبهتني.
5- واما الزهد في الدنيا ذات الانتقال: فقد قال عيسى عليه السّلام فيما روي عنه: مثل الدنيا والآخرة مثل رجل له ضرّتان إنْ أرضى احداهما اسخط الاخرى. وقال: بحق اقول لكم ان رأس كل خطيئة حب الدنيا ...
فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه، روي انه وضع درهماًعلى كفه وقال: أما إنك ما لم تخرج عني لم تنفعني. وقال ايضاً: لا يدع النّاس شيئاً من أمر دينهم