السّلام والتأمت عليه، فأخذ ابليس هدباً من اهداب ثوبه ثم تصدى لهم وقال: انه دخل هذه الشجرة بسحره وهذا طرف ردائه ثم قالوا ان أخذنا من رأس الشجرة هرب من اسفلها، وان اخذناه من اسفلها هرب من أعلاها، فدلهم ابليس على المنشار فشقوا الشجرة بنصفين وشقوا زكريا عليه السّلام معهما، فما زال دم زكريا ويحيى عليهما السلام يفوران من تلك الشجرة ويغليان حتى سلط اللَّه تعالى عليهم بخت النّصر، فقتل منهم على ذلك الموضع سبعين ألفاً ثم سكن الدم، وعاش يحيى إلى ان رفعه اللَّه تعالى اليه أربعين سنة ومنهم من قال ثلاثاً وثلاثين سنة.
فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه لما خذله أهل الكوفة ولم يقوموا بحقه حق القيام دعا عليهم في ذلك المقام، فاستجاب اللَّه تعالى دعائه فيهم وسلط الحجاج بن يوسف عليهم حتى قتل منهم ثمانين الفاً صبراً، انتقاماً من اللَّه تعالى عنهم.
٧- واما الخوف والمراقبة: فقد روي عن وهب بن منبه قال: فقد زكريا ابنه يحيى عليهما السّلام فوجده بعد ثلاث مضطجعاً على قبر يبكي فقال: يا بني ما هذا؟ قال: أخبرتني ان جبرئيل اخبرك ان بين الجنة والنار مفازة من نار لا يطفى حرّها الّا الدمع ...
فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه من خوفه ومراقبته ما ذكر انه كان إذا حضر وقت الصلاة يتزلزل ويتلون، فقيل له: مالك يا أميرالمؤمنين؟ فيقول: جاء وقت امانة عرضها اللَّه على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان، فلا أدري أأحسن اداء ما حملت ام لا؟ وكذلك وصفهم اللَّه بالخوف فقال:«وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً» «١» وقال تعالى: «إِنَّا نَخَافُ مِن