الدنيا، والسادس: بالكرم والافضال، والسابع: بالاخبار عن الكوائن في الاستقبال، والثامن: بالكفاية والاشكال.
١- اما الاذعان للَّه الكبير المتعال: فالاقرار له بالربوبية والنداء على نفسه بالعبودية فقوله تعالى حكاية عنه،«قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ» «١» ولما علم اللَّه سبحانه من أمر النصارى واختلاف احزابهم فيه فجعل اول ما افتتح به عيسى عليه السّلام ما يكون حجة عليهم وتبرياً عنهم ..
فكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه لما علم اللَّه سبحانه من بعض الناس القول فيه بالغلو فانطلق لسانه بما تبرء عنهم وذلك قوله رضي اللَّه عنه «انا عبداللَّه واخو رسوله ...».
٢- واما علمه بالكتاب طفلًا ولم يبلغ مبلغ الرجال: فقوله تعالى:
«وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ» «2» وروي عن ابن عبّاس، قال:
«أول من آمن بعيسى بن مريم يحيى بن زكريا عليهما السّلام ثم انقطع عنه الكلام حتى ادرك يعني عيسى عليه السّلام، فلما ادرك رجع عيسى وأمه إلى ارضهم وهو ابن اثنتي عشرة سنة وكتب الانجيل من ظهر قلبه وعلم تفسيرها، فكان يحدّثهم وهم يتعجبون من كثرة علمه في حداثة سنه.
وكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه، كان اول من آمن بالرسول من بني اعمامه، لأن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أوحي اليه يوم الاثنين واسلم علي رضي اللَّه عنه يوم الثلاثاء، كما ذكرناه، ثم انه اوتي العلم في حداثة سنّه، فبلغ منه مبلغاً لم يبلغه غيره، لأنه مذ اسلم كان يسمع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ويتعلم