تعالى «ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا» «١» فمن ركب سفينة نوح نجا من الغرق ومن تخلّف عنها صار من المغرقين، وقوله تعالى «وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ» «٢» إلى قوله تعالى «وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ» «٣». وكذلك المرتضى رضوان اللَّه عليه، وأهل بيته كانوا سفينة من ركبها نجا وذلك قوله صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ...
وأمّا البركة: فان اللَّه تعالى استجاب دعاء نوح عليه السّلام في قومه واغرقهم الّا ثمانين نفساً كانوا معه في سفينة من رجل وامرأة، ففرح ابليس بذلك وظنّ ان بني آدم قد استؤصلوا عن آخرهم ولا يكون لهم بعد ذلك دولة، فاكرمه اللَّه تعالى بالبركة في أولاده حتّى ملأ الأرض بعد ذلك بمناكبها واستولوا على مسالكها ومذاهبها رغماً لا بليس واحزابه وقهراً للشيّطان واضرابه فقال:
«وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ» «٤» وقرى ء «وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ» بباء بعدها ألف.
فكذلك المرتضى رضي اللَّه عنه لما قتل وسمّ الحسن وقتل الحسين في اصحابه وأولاده ولم يبق منهم الّا قليل، فمنهم اسير ومنهم ذليل فرح بذلك ابليس