دعا أنس بن مالك من البصرة وسأله عن علّي بن أبي طالب، فقال: اهدي للنّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم طائر فأمر به فطبخ وصنع، فقال النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: اللّهم ائتني بأحبّ الخلق اليّ يأكل معي، فجاء علي فرددته، ثمّ جاء ثانية فرددته، ثمّ جاء الثالثة فرددته، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: يا انس، انّي قد دعوت ربّي وقد استجيب لي فانظر من كان بالباب فأدخله، فخرجت فإذا أنا بعلي فأدخلته فقال النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: انّي قد دعوت ربّي أن يأتيني بأحبّ خلقه اليّ وقد استجيب لي فما حبسك؟ قال: يا نبّي اللَّه، جئت أربع مرّات كل ذلك يردّني أنس! قال النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: ما حملك على ذلك يا أنس؟ قال: قلت: يا نبّي اللَّه بأبي أنت وأمّي انّه ليس احدٌ الّا وهو يحبّ قومه. وانّ عليّاً جاء فأحببت أن يصيب دعاؤك رجلًا من قومي! قال: وكان النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نبّي الرّحمة فسكت ولم يقل شيئاً» «1».
أقول: حديث الطّير من الأخبار المتواترة، وقد رواه أحمد بن حنبل في المسند والحميدي في الجمع بين الصّحاح السّتة «2» واستدلّ به العلّامة الحلي على امامة علي بن أبي طالب عليه السّلام، وقال: «أوفي الأنصار أفضل من علي؟ وإذا كان احبّ الخلق إلى اللَّه تعالى وجب أن يكون الإمام» «3».
وممّن استقصى أسانيد (حديث الطّير): السيد هاشم البحراني حيث ذكر من طريق السنّة خمسة وثلاثين حديثاً ومن طريق الشيعة ثمانية احاديث «4»،