وجوهٍ عديدة:
منها: إن كلمة «بعدي» ظاهرة في «الزمان»، وعلى هذا تكون الكلمة هذه قرينةً قويّة على أنّ «الولاية» في هذا الحديث ليست بمعنى «الحبّ» و «النصرة» لأنّ عليّاً عليه السلام كان محبّاً للُامة وناصراً لها في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولذا اضطرّ بعضهم على حملها على البعديّة في الرتبة، إلّاأنّ هذا أيضاً دليلٌ على إمامة علي عليه السلام، ومن هنا اضطرّ بعضهم إلى حذف كلمة «بعدي» من الحديث! لكنّ الحديث لا يسقط عن الدلالة في هذا الفرض أيضاً، لأنه متى ارتفعت هذه القرينة- وبقي الكلام بلا قرينةٍ- وجب حمل لفظ «الولي» فيه على جميع معانيه، على ما نصّ عليه غير واحدٍ من علماء الاصول، ومن الواضح أن من جملتها الأولويّة.
ومنها: إنه قد جاء الحديث- في رواية الطبراني وأبي نعيم وابن الأثير والهيثمي والسيوطي وغيرهم- أنه قال لبريدة في جواب اعتراضه على علي عليه السلام: «لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدي». وهذا نصٌّ في المدّعى .
هذا، ويشهد بدلالة الحديث على «الأولوية» وهي «الامامة» فهم الصحابة ذلك وكذا فهم كبار العلماء، يقول بريدة- فيما رواه النسائي بسندٍ صحيح- بعد أن سمع الكلام من النبي: «فما كان أحد بعد رسول اللَّه أحبّ إليَّ من علي».
وإنْ شئت التفصيل فارجع إلى الجزء 16 من كتاب (نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار).