وروى الحمويني باسناده عن عليّ بن الحسين عليهما السّلام قال: «انّ اوّل من شرى نفسه ابتغاء رضوان اللَّه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، قال علّي عند مبيته على فراش رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:
وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى | ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر | |
رسول إله خاف ان يمكروا به | فنجاه ذو الطّول الإله من المكر | |
وبات رسول اللَّه في الغار آمناً | موّقى وفي حفظ الإله وفي ستر | |
وبت اراعيهم وما يثبتونني | وقد وطنت نفسي على القتل والاسر «٢» |
وروى الطّبري بسنده عن ابن عبَّاس، قال: «لمّا اجتمعوا لذلك واتّعدوا أن يدخلوا دار النّدوة ويتشاوروا فيها في أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم غدوا في اليوم الّذي اتّعدوا له، وكان ذلك اليوم يسمى الزّحمة، فاعترضهم ابليس في هيئة شيخ جليل عليه بتّ «3» له فوقف على باب الدّار، فلمّا رأوه واقفاً على بابها قالوا: من الشّيخ؟ قال: شيخ من أهل نجد، سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون، وعسى الّا يعدمكم منه رأي ونصح قالوا: أجل فادخل، فدخل معهم، وقد اجتمع فيها اشراف قريش كلهّم من كلّ قبيلة من بني عبد شمس شيبة وعتبة ابنا ربيعة، وابو سفيان بن حرب، ومن بني نوفل بن عبد مناف طعيمة بن