نهاية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٤٩
بسائطها اثني عشر نوعا (1)، هي: الحرارة، والبرودة، والرطوبة، واليبوسة، واللطافة، والكثافة، واللزوجة، والهشاشة، والجفاف، والبلة، والثقل، والخفة (2)، وقد ألحق بها بعضهم (3) الخشونة، والملاسة (4)، والصلابة، واللين (5)، والمعروف أنها مركبة.
(١) راجع الأسفار ج ٤ ص ٦٧، والمباحث المشرقية ج ١ ص ٢٦٩. بخلاف المحقق الطوسي، فإنه عدها أربعة أنواع، حيث قال: (فمنها أوائل الملموسات، وهي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة، والبواقي منتسبة إليها). فراجع كشف المراد ص ٢١١.
وهذه يسمى (أوائل الملموسات). والوجه في تسميتها بأوائل الملموسات وجهان:
(أحدهما) أن القوة اللامسة تعم جميع الحيوانات ولا يخلو حيوان عن هذه القوة. و (ثانيهما) أن الأجسام العنصرية قد تخلو عن الكيفيات المبصرة والمسموعة والمذوقة والمشمومة، ولا تخلو عن الكيفيات الملموسة.
(٢) والكاتبي فسر جميع هذه الكيفيات، فقال: (أما الحرارة والبرودة فغنيان عن التعريف.
وأما الرطوبة فهي الكيفية التي بها يصير الجسم سهل التشكل وسهل الترك له. وأما اليبوسة هي التي بها يصير الجسم عسر التشكل وعسر الترك له. وأما اللطافة فيقال على رقة القوام وقبول الانقسام وسرعة التأثر من الملاقي والشفافية، والكثافة على مقابلات هذه الأربعة.
واللزج هو الذي يسهل تشكيله ويصعب تفريقه، والهش بالعكس. والجسم الذي طبيعته لا يقتضي الرطوبة فإن لم يلتصق به جسم رطب فهو الجاف، وإلا فهو المبتل. والزق المنفوخ المسكن تحت الماء قسرا نجد فيه مدافعة صاعدة، والحجر المسكن في الجو قسرا نجد فيه مدافعة هابطة والأولى هي الخفة والثانية هي الثقل)، انتهى كلامه ملخصا. فراجع شرح حكمة العين ص ٢٨٧ - ٢٩٢. وفسرها الآملي أيضا في درر الفوائد ص ٤٠٧.
(٣) وهو الجمهور من الحكماء على ما في شرح الهداية الأثيرية لصدر المتألهين ص ٢٦٩.
(٤) وأخرجهما عنها صدر المتألهين في الأسفار ج ٤ ص ٨٤، وقال: (إنما يقع الاشتباه في مثل هذه الأمور لعدم الفرق بين ما بالذات وما بالعرض...).
(٥) وعدهما صدر المتألهين من الكيفيات الاستعدادية تبعا لأثير الدين الأبهري في الهداية الأثيرية. فراجع الأسفار ج 4 ص 84، وشرحه للهداية الأثيرية ص 269.