الفصل الأول في أن مفهوم الوحدة والكثرة بديهي غني عن التعريف ينقسم الموجود إلى الواحد والكثير، فكل موجود إما واحد وإما كثير.
والحق أن الوحدة والكثرة من المفاهيم العامة الضرورية التصور المستغنية عن التعريف كالوجوب والإمكان (1)، ولذا كان ما عرفوهما به من التعريف (2) لا يخلو من دور، وتعريف الشئ بنفسه، كتعريف الواحد ب (أنه الذي لا ينقسم من الجهة التي يقال إنه واحد)، ففيه أخذ الانقسام الذي هو الكثرة في تعريف الواحد مضافا إلى كونه تعريفا للواحد بالواحد. ثم تعريف الكثير ب (أنه المجتمع من الواحدات)، وفيه أخد الوحدة في تعريف الكثير وقد كانت الكثرة مأخوذة في حد الواحد، وهو الدور، مضافا إلى كونه تعريفا للكثير بالمجتمع وهو الكثير بعينه.