نهاية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٧٩
الفصل الأول في أن مفهوم الوحدة والكثرة بديهي غني عن التعريف ينقسم الموجود إلى الواحد والكثير، فكل موجود إما واحد وإما كثير.
والحق أن الوحدة والكثرة من المفاهيم العامة الضرورية التصور المستغنية عن التعريف كالوجوب والإمكان (1)، ولذا كان ما عرفوهما به من التعريف (2) لا يخلو من دور، وتعريف الشئ بنفسه، كتعريف الواحد ب‍ (أنه الذي لا ينقسم من الجهة التي يقال إنه واحد)، ففيه أخذ الانقسام الذي هو الكثرة في تعريف الواحد مضافا إلى كونه تعريفا للواحد بالواحد. ثم تعريف الكثير ب‍ (أنه المجتمع من الواحدات)، وفيه أخد الوحدة في تعريف الكثير وقد كانت الكثرة مأخوذة في حد الواحد، وهو الدور، مضافا إلى كونه تعريفا للكثير بالمجتمع وهو الكثير بعينه.

(1) صرح بذلك كثير من الحكماء والمتكلمين. فراجع المباحث المشرقية ج 1 ص 83، والأسفار ج 2 ص 82 - 83، وكشف المراد ص 100، والمطارحات ص 308، وشرح المقاصد ج 1 ص 136، وإيضاح المقاصد ص 54.
(2) كقول القائل: (الواحد هو مبدأ العدد)، راجع المطارحات ص 246. وقد يقال: (الوحدة عدم الانقسام إلى أمور متشابهة، والكثرة هي الانقسام إليها)، راجع شرح المقاصد ج 1 ص 136.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست