عالم المثال على عالم المادة.
وملاك التقدم والتأخر بالحقيقة اشتراكهما في الثبوت الأعم من الحقيقي والمجازي، وللمتقدم الحقيقة وللمتأخر المجاز، كتقدم الوجود على الماهية بأصالته (1).
وملاك التقدم والتأخر بالحق اشتراكهما في الوجود الأعم من المستقل والرابط، وتقدم وجود العلة بالاستقلال وتأخر وجود المعلول بكونه رابطا.
الفصل الثالث في المعية وهي اشتراك أمرين في معنى من غير اختلاف بالكمال والنقص اللذين هما التقدم والتأخر، لكن ليس كل أمرين ارتفع عنهما نوع من التقدم والتأخر معين في ذلك النوع. فالجواهر المفارقة ليس بينهما تقدم وتأخر بالزمان ولا معية في الزمان. فالمعان زمانا يجب أن يكونا زمانيين من شأنهما التقدم والتأخر الزمانيان، فإذا اشتركا في معنى زماني من غير تقدم وتأخر فيه فهما المعان فيه.
وبذلك يظهر أن تقابل المعية مع التقدم والتأخر تقابل العدم والملكة (2).
فالمعية اشتراك أمرين في معنى من غير اختلاف بالتقدم والتأخر، والحال أن من شأنهما التقدم والتأخر في ذلك المعنى، والتقدم والتأخر من الملكات والمعية عدمية.