الفصل الثاني في اتحاد العالم بالمعلوم، وهو المعنون عنه باتحاد العاقل بالمعقول (1) علم الشئ بالشئ هو حصول المعلوم - أي الصورة العلمية - للعالم كما تقدم (2)، وحصول الشئ وجوده، ووجوده نفسه، فالعلم هو عين المعلوم بالذات، ولازم حصول المعلوم للعالم وحضوره عنده اتحاد العالم به، سواء كان معلوما حضوريا أو حصوليا. فإن المعلوم الحصولي إن كان أمرا قائما بنفسه كان وجوده لنفسه وهو مع ذلك للعالم فقد اتحد العالم مع المعلوم، ضرورة امتناع كون الشئ موجودا لنفسه ولغيره معا، وإن كان أمرا وجوده لغيره - وهو الموضوع - وهو مع ذلك للعالم، فقد اتحد العالم بموضوعه والأمر الموجود لغيره متحد بذلك الغير، فهو متحد بما يتحد به ذلك الغير. ونظير الكلام يجري في المعلوم الحضوري مع العالم به.
فإن قلت: قد تقدم في مباحث الوجود الذهني (3) أن معنى كون العلم من مقولة