قبل ثبوتها العيني الخاص بها.
الفصل الثاني عشر في العناية والقضاء والقدر ذكروا (1) أن من مراتب علمه (تعالى) العناية والقضاء والقدر، لصدق كل منها بمفهومه الخاص على خصوصية من خصوصيات علمه (تعالى).
أما العناية (2): وهي كون الصورة العلمية علة موجبة للمعلوم الذي هو الفعل، فإن علمه التفصيلي بالأشياء وهو عين ذاته علة لوجودها بما له من الخصوصيات المعلومة، فله (تعالى) عناية بخلقه.
وأما القضاء: فهو بمفهومه المعروف جعل النسبة التي بين موضوع ومحموله ضرورية موجبة، فقول القاضي مثلا في قضائه - فيما إذا تخاصم زيد وعمرو في مال أو حق ورفعا إليه الخصومة والنزاع وألقيا إليه حجتهما -: (المال لزيد والحق لعمرو)، إثبات المالكية لزيد وإثبات الحق لعمرو إثباتا ضروريا يرتفع به التزلزل والتردد الذي أوجده التخاصم والنزاع قبل القضاء وفصل الخصومة، وبالجملة قضاء القاضي إيجابه الأمر إيجابا علميا يتبعه إيجابه الخارجي اعتبارا.