وأما ما أجاب به بعضهم (1) عن الإشكال - بتبديل الفرعية من الاستلزام، وأن الحق أن ثبوت شئ لشئ مستلزم لثبوت المثبت له ولو بنفس هذا الثبوت، وثبوت الوجود للماهية مستلزم لثبوت الماهية بنفس هذا الثبوت - فهو تسليم للإشكال.
وأسوأ حالا منه قول بعضهم (2): (إن القاعدة مخصصة بثبوت الوجود للماهية)، هذا.
الفصل الخامس في الغيرية وأقسامها قد تقدم (3) أن من عوارض الكثرة الغيرية، وتنقسم الغيرية إلى ذاتية وغير ذاتية.
فالغيرية الذاتية، هي: أن يدفع أحد شيئين الآخر بذاته، فلا يجتمعان لذاتيهما، كالمغايرة بين الوجود والعدم، وتسمى (تقابلا).
وقد عرفوا التقابل ب (أنه امتناع اجتماع شيئين في محل واحد من جهة واحدة في زمان واحد) (4) ونسبة امتناع الاجتماع إلى شيئين للدلالة على كونه