الأبحاث المتفرقة على ما يناسب هذا الوضع، فليتأمل.
الفصل الخامس في ماهية المادة وإثبات وجودها لا ريب أن الجسم في أنه جوهر يمكن أن يفرض فيه الإمتدادات الثلاثة أمر بالفعل، وفي أنه يمكن أن يوجد فيه كمالات أخر أولية مسماة بالصورة النوعية التي تكمل جوهره، وكمالات ثانية من الأعراض الخارجة عن جوهره، أمر بالقوة. وحيثية الفعل غير حيثية القوة، لما أن الفعل لا يتم إلا بالوجدان، والقوة تلازم الفقدان. فالذي يقبل من ذاته هذه الكمالات الأولى والثانية الممكنة فيه ويتحد بها، أمر غير صورته الاتصالية التي هو بها بالفعل، فإن الاتصال الجوهري - من حيث هو - اتصال جوهري لا غير، وأما حيثية قوة الكمالات اللاحقة وإمكانها فأمر خارج عن الاتصال المذكور مغاير له، فللجسم وراء اتصاله الجوهري جزء آخر حيثية ذاته حيثية قبول الصور والأعراض اللاحقة، وهو الجزء المسمى ب (الهيولي والمادة) (1).
فتبين أن الجسم جوهر مركب من جزئين جوهريين: المادة التي إنيتها قبول الصور المتعلقة نوع تعلق بالجسم والأعراض المتعلقة بها، والصورة الجسمية، وأن المادة جوهر قابل للصور والأعراض الجسمانية، وأن الامتداد الجوهري صورة لها.
لا يقال (2): لا ريب أن الصور والأعراض الحادثة اللاحقة بالأجسام يسبقها