الفصل الأول في أن الماهية في حد ذاتها لا موجودة ولا لا موجودة الماهية (1)، وهي: (ما يقال في جواب ما هو؟)، لما كانت - من حيث هي وبالنظر إلى ذاتها في حد ذاتها - لا تأبى أن تتصف بأنها موجودة أو معدومة، كانت في حد ذاتها لا موجودة ولا لا موجودة، بمعنى أن الموجود واللا موجود ليس شئ منهما مأخوذا في حد ذاتها بأن يكون عينها أو جزءها، وإن كانت لا تخلو عن الاتصاف بأحدهما في نفس الأمر بنحو الاتصاف بصفة خارجة عن الذات. وبعبارة أخرى: الماهية بحسب الحمل الأولي ليست بموجودة ولا لا موجودة، وإن كانت بحسب الحمل الشائع إما موجودة وإما لا موجودة. وهذا هو المراد بقولهم: (إن ارتفاع الوجود والعدم عن الماهية من حيث هي من ارتفاع النقيضين عن المرتبة، وليس ذلك بمستحيل، وإنما المستحيل ارتفاعهما عن الواقع مطلقا وبجميع مراتبه) (2). يعنون به أن نقيض الوجود المأخوذ في حد الذات ليس
(٩١)