[مقدمة] (1) وجود الشئ في الأعيان بحيث تترتب عليه آثاره المطلوبة منه يسمى (فعلا)، ويقال: (إن وجوده بالفعل)، وإمكانه الذي قبل تحققه يسمى (قوة)، ويقال: (إن وجوده بالقوة). مثال ذلك النطفة، فإنها ما دامت نطفة هي إنسان مثلا بالقوة، فإذا تبدلت إنسانا صارت إنسانا بالفعل، له آثار الإنسانية المطلوبة من الإنسان.
والأشبه أن تكون القوة في أصل الوضع بمعنى مبدأ الأفعال الشاقة الشديدة - أعني كون الشئ بحيث تصدر عنه أفعال شديدة -، ثم توسع في معناها فأطلقت على مبدأ الانفعالات الصعبة - أعني كون الشئ بحيث يصعب انفعاله بتوهم أن الانفعال أثر موجود في مبدئه، كما أن الفعل والتأثير أثر موجود في الفاعل -، ثم توسعوا فأطلقوا القوة على مبدأ الانفعال، ولو لم يكن صعبا، لما زعموا أن صعوبة الانفعال وسهولته سنخ واحد تشكيكي، فقالوا: (إن في قوة الشئ الفلاني أن يصير كذا) و (أن الأمر الفلاني فيه بالقوة). هذا ما عند العامة.