افتقار العرض إلى موضوع (1) يقوم به يستلزم ماهية قائمة بنفسها.
ويتفرع على ما تقدم أن الشئ الواحد لا يكون جوهرا وعرضا معا، وناهيك في ذلك أن الجوهر وجوده لا في موضوع، والعرض وجوده في موضوع، والوصفان لا يجتمعان في شئ واحد بالبداهة.
الفصل الثالث في أقسام الجوهر الأولية (2) قالوا (3): إن الجوهر إما أن يكون في محل، أو لا يكون فيه، والكائن في المحل هو (الصورة المادية)، وغير الكائن فيه إما أن يكون محلا لشئ يقوم به أو لا يكون، والأول هو (الهيولي)، والثاني لا يخلو إما أن يكون مركبا من الهيولي والصورة أو لا يكون، والأول هو (الجسم)، والثاني إما أن يكون ذا علاقة انفعالية بالجسم بوجه أو لا يكون، والأول هو (النفس) والثاني هو (العقل). فأقسام الجوهر الأولية خمسة، هي: الصورة المادية والهيولي والجسم والنفس والعقل.
وليس التقسيم عقليا دائرا بين النفي والإثبات، فإن الجوهر المركب من الجوهر الحال والجوهر المحل ليس ينحصر بحسب الاحتمال العقلي في الجسم، فمن الجائز أن يكون في الوجود جوهر مادي مركب من المادة وصورة غير الصورة الجسمية، لكنهم قصروا النوع المادي الأول في الجسم تعويلا على استقرائهم.
.