مقولة هي أعم من الجميع أو أعم من البعض (1). وأما مفهوم الماهية والشئ والموجود وأمثالها الصادقة على العشر جميعا، ومفهوم العرض والهيئة والحال الصادقة على التسع غير الجوهر، والهيئة النسبية الصادقة على السبع الأخيرة المسماة بالأعراض النسبية، فهي مفاهيم عامة منتزعة من نحو وجودها خارجة من سنخ الماهية. فماهية الشئ هو ذاته المقول عليه في جواب ما هو، ولا هوية إلا للشئ الموجود، وشيئية الشئ موجود، فلا شيئية لما ليس بموجود، وعرضية الشئ كون وجوده قائما بالغير، وقريب منه كونه هيئة وحالا، ونسبية الشئ كون وجوده في غيره غير خارج من وجود الغير. فهذه مفاهيم منتزعة من نحو الوجود محمولة على أكثر من مقولة واحدة، فليست من المقولات كما تقدم (2).
وعن بعضهم (3): (أن المقولات أربع، بإرجاع المقولات النسبية إلى مقولة واحدة، فهي الجوهر والكم والكيف والنسبة).
ويدفعه ما تقدم (4) [من] أن النسبة مفهوم غير ماهوي منتزع من نحو الوجود، ولو كفى مجرد عموم المفهوم في جعله مقولة فليرد المقولات إلى مقولتين:
(الجوهر والعرض) (5)، لصدق مفهوم العرض على غير الجوهر من المقولات، بل إلى مقولة واحدة هي الماهية أو الشئ.
.