المتجردون عن جلباب البشرية والمنسلخون عن لباس هذا الوجود الكوني بالزهد الحقيقي والفناء عن شوائب الخلقية كما قال ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم بعد قوله ويعلمهم الكتاب والحكمة.
ومن أسمائه الخير قال ومن يؤت الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا.
ومن أسمائه الروح قوله تعالى يلقى الروح من امره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق ومنها الحق لأنه ثابت لا يتغير ابدا من حق الامر إذا ثبت ولأنه صادق مطابق للواقع لا يعتريه شك ولا ريب قوله ويرى الذين أوتوا العلم الذي انزل إليك من ربك هو الحق وقوله تعالى نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وقوله ا فمن يعلم انما انزل من ربك الحق كمن هو أعمى انما يتذكر أولوا الألباب وقوله بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما آتاهم من نذير ومنها الهدى لأنه لا يهدى إلى الحق وهو الحق باعتبار آخر كما مر قوله تعالى ذلك هدى الله يهدى به من يشاء وقوله هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب.
ومنها الذكر لأنه ما يتذكر به أمور الآخرة وأحوال المبدء والمعاد قوله تعالى انه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون ومنها النبأ العظيم لأنه يخبر عن عالم الغيب والمغيبات وعن اسرار النفوس وضمائر القلوب قل هو نبا عظيم أنتم عنه معرضون.
ومنها الشفاء لأنه يقع به الشفاء عن الأمراض النفسانية والاسقام الباطنية الآلام الأخروية من عذاب الجهل والحسد والكبر والعجب والريا والنفاق والرعونة والشهوة والغضب وحب المال والرياسة وسائر الأمراض المهلكة التي إذا استحكمت وتمكنت في القلب أعيت أطباء النفوس عن علاجها قوله تعالى قل هو للذين آمنوا هدى و شفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد.
ومنها الرحمة قوله تعالى وما أنزلنا عليك الكتاب الا لتبين الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمه لقوم يؤمنون وقوله وانه لهدى ورحمه للمؤمنين.
ومنها العلى الحكيم اما كونه عليا فلان أصل حقيقته من العالم العلوي العقلي و اما كونه حكيما اي ذا حكمه فلان القرآن كما مر له مقام عقلي قائم بذاته فيه حقائق