ان يكون صدور الافعال منها لأغراض وغايات تعود إليها من فعلها ولم تكن حاصله قبل الفعل والا لم تكن تامه كامله الذات بل ناقصه مستفيدة الكمال من جهة معلولاتها وهذا ممتنع جدا فثبت انها لا يهمها في فعلها شئ ولا يدعوها داع ولا يتعرض على ذواتها ايثار طار ولا اراده زائده الا الاقتداء بالخير الأقصى والنور الأتم الاعلى.
واما الواحد الحق فليس فوقه غاية ينظر إليها في إفاضة الخير وبث الرحمة العامة ومع ذلك فانا نشاهد في موجودات هذا العالم واجزاء النظام وافراد الأكوان سيما في النبات والحيوان بل في كليات الأعيان من الأفلاك والأركان من حسن التدبير وجوده الترتيب ورعاية المصالح والمنافع وابداع القوى والأسباب الملائمة للأغراض الدافعة للآفات والمفسدات ما نقضي به آخر العجب ولا يسع لاحد ان ينكر الآثار العجيبة في جزئيات الأكوان فكيف في كلياتها كما سنذكر أنموذجا منها وتلك الجزئيات مثل مصالح ومنافع روعيت في بعض النباتات كالنخل والعنب وبعض الحيوانات العجم الحقيرة كالنحل والعنكبوت مما ليس يصدر ذلك على وجه الاتفاق من غير تدبير سابق وحكم مطابق ومصلحة مرعية وحكمه مرضيه.
فاذن يجب ان يعلم أن العناية كما مر هي كون (1) الأول تعالى عالما لذاته بما