اللوح بالمحفوظ من المحو فلا يمحى ما كتب فيه وهذه الأقلام تكتب في ألواح المحو والاثبات وهو قوله تعالى يمحوا الله ما يشاء ويثبت ومن هذه الألواح تنزل الشرائع والصحف والكتب على الرسل ولهذا يدخل في الشرائع النسخ وفي الشرع الواحد النسخ (1) في الحكم وهو عبارة عن انتهاء مده الحكم لا على البداء.
وقال أيضا ومن هذه الكتابة قوله تعالى ثم قضى اجلا واجل مسمى ومن هذه الألواح وصف نفسه بأنه يتردد في نفسه وفي قبضه نسمه المؤمن بالموت وهو قد قضى عليه ومن هذه الحقيقة الإلهية (2) التي كنى عنها بالتردد الإلهي يكون سريانها في التردد الكوني في الأمور.
ثم قال وهذه الأقلام هذه مرتبتها والملك الموكل بالمحو ملك كريم على الله هو الذي يمحو على حسب ما يأمره به الحق تعالى والاملاء على ذلك الملك والأقلام من الصفة الإلهية التي كنى عنها بالوحي المنزل على رسوله بالتردد ولولا هذه الحقيقة (3) الإلهية ما اختلف أمران في العالم ولا حار أحد في امر ولا تردد فيه وكانت الأمور كلها