كذلك فالعقول أولى بهذا الحال فعلى هذا القياس حال كل عقل في وحدته الجميعه المنطوية فيها مراتب وحدود غير متناهية فرضيه موجوده بوجود واحد اجمالي (1) أعلاها وأشدها هو ما يلي أدون مراتب ما هو فوقه وأدناها وأنقصها هو ما يليه أعلى مراتب ما هو تحته ويتلوه في سلسله الابداع وان سئلت عن لحق فالعقول القادسة على تفاوت طبقاتها طولا وعرضا كلها من المراتب الإلهية والشئون الصمدية والسرادقات النورية لأنه سبحانه رفيع الدرجات ذو العرش واما تعددها لأجل تعدد آثارها من الأفلاك وغيرها من أنواع البسائط والمركبات فذلك لا يقدح في وحدتها في الوجود بل انما يوجب ذلك كثره الجهات والحيثيات فيها باعتبار الشدة والضعف والعلو والدنو والكمال والنقص فتفعل بالأشرف الأشرف من الطبائع وبالأخس الأخس منها وبالأعلى الاعلى من طبقات الاجرام كالفلك الاعلى وما يتلوه وبالأدنى الأسفل منها كالأرض السفلى وما يعلوها وكذا قدمها ودوامها ببقاء الله تعالى ينافي حدوث العالم وتغير ما سوى الله جميعا كما اتفق عليه جميع أهل الملل وأقمنا البرهان القاطع الخالي عن الجدل كما سنوضحه أيضا فيما بعد أشد ايضاح.
وذلك لما أشرنا اليه مرارا انها من حيث ذاتها من لوازم الأحدية والشؤون الإلهية