وهذا الوجود بخصوصه فيضه فالأخير كماله ومجده بحسب النسبة إلى خصوصيات الموجودات والأول مجده وكماله بحسب ذاته على الاطلاق وكذلك عزه وعلاه جل سلطانه هو ان ذاته بحيث يدبر نظام الوجود ويخلق كل ماهية وانية ويفعل كل ذات ووجود وكل كمال ذات وكمال وجود لا ان نظام الوجود بالفعل صوغه وصيغته والموجودات بأسرها خلقه وخليقته ولذلك كان كماله في فعاليته (1) وخلاقيته قبل وجود الممكنات وعند وجودها على سنن واحد كما مر نظيره في عالميته تعالى بكل شئ انتهى ما ذكره باختصاره.
أقول وفي كلام هذا السيد الاجل موضع أبحاث.
الأول انه يلزم على ما ذكره ان يكون الصادر الأول عن الواجب أمرين أحدهما العقل الأول والاخر تلك الخصوصية الزائدة (2) على ذاته كما نص عليه مرارا في ما ذكره من الكلام وفي ذي قبل في فصل آخر وذلك ممتنع لا يقال لا يلزم مما ذكره كونهما معا في درجه واحده بل الخصوصية سابقه على جوهر المعلول الأول في الوجود لأنا نقول (3)