الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٢١٨
ولذلك قال بعض المحققين ان جميع السلوب عن ذاته يرجع إلى سلب واحد هو سلب الامكان (1) ومرجعه إلى وجود الوجود ووجه ذلك ان الامكان معنى سلبي ويندرج تحته جميع النقائص والقصورات والقوى والاعدام فسلب الامكان عن شئ يستلزم سلب الكثرة والتركيب والماهية والجسمية والجوهرية والعرضية وغير ذلك عنه فسلب كل منها عن الواجب يرجع إلى سلب الامكان عنه وسلب الامكان لكونه سلب سلب ضرورة الوجود من حيث ذات الموجود في نفسها بما هي هي هو بعينه ضرورة الوجود ووجوب الذات من حيث هي هي.
أقول وكذا الاشكال (2) الوارد على الأصل المذكور من جهة اتصافه تعالى بصفات إضافية كثيره لا يندفع بما ذكروه في وجه التفصي من أن تحقق هذه الإضافات انما هو بعد وجود الأشياء التي يقع الإضافة له تعالى إليها وتكثرها تابع لتكثر تلك الأشياء فان لاحد ان يقول انا نعيد الكلام إلى مبادئ هذه الإضافات وموجباتها فان أكثرها بل كلها مما يحتاج إلى مبدء وخصوصية ينشأ منه الإضافة كالعلم والقدرة والإرادة (3)

(1) قد أشرنا في حاشية مباحث العقود الثلاثة ان الامكان الذي هو صفه الماهية واحد العقود الثلاثة صفه لها بنحو الايجاب العدولي وربما يعبر عنه باستواء نسبه الماهية إلى الوجود والعدم واما أصل الامكان فهي مجموع سلبين تحصيليين سلب ضرورة الوجود وسلب ضرورة العدم ومن المحال ان يعود السلبان التحصيليان سلبا واحدا منشا للآثار فارجاع السلوب إلى سلب الامكان وعده سلب سلب فيه من المسامحة ما لا يخفى ط مد (2) وأنت خبير بان الاشكال غير مختص في كلام الامام بصفاته تعالى بل يعم كل امر واحد له صفات كثيره وقد مثل له بقوله هذا الرجل قائم وقاعد فالأولى ان يجعل ما أورده المصنف على جوابهم بنقل الكلام إلى مبادئ الصفات الإضافية نقض تفصيليا على جوابهم ثم يجعل الجواب برجوع صفاته تعالى إلى صفه واحده جوابا عن هذا النقض التفصيلي لا عن أصل الاشكال الذي أورده الامام لعدم اختصاصه بالواجب تعالى ط مد (3) فهذه كما قال في السلب الأزلي صادقه على ذاته الاقدس في الأزل وليست مثل الإضافات حتى يقال موجبات كثرتها أطرافها التي فيما لا يزال إذ في مرتبه ثبوت هذه المبادئ له تعالى لم يكن معه شئ.
ان قلت يقول المتفصي المبادئ واحده كما هو التحقيق.
قلت المفروض انه لم يأت من هذا المسلك والا فلم طول المسافة واخذ في غير الطريق الواضح ومكن من التعدد في الإضافات ولم لم يقل اضافته واحده ومبدئها هو الذات الأحدية والعلة الحقه الحقيقية س قده
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست