ولذلك قال بعض المحققين ان جميع السلوب عن ذاته يرجع إلى سلب واحد هو سلب الامكان (1) ومرجعه إلى وجود الوجود ووجه ذلك ان الامكان معنى سلبي ويندرج تحته جميع النقائص والقصورات والقوى والاعدام فسلب الامكان عن شئ يستلزم سلب الكثرة والتركيب والماهية والجسمية والجوهرية والعرضية وغير ذلك عنه فسلب كل منها عن الواجب يرجع إلى سلب الامكان عنه وسلب الامكان لكونه سلب سلب ضرورة الوجود من حيث ذات الموجود في نفسها بما هي هي هو بعينه ضرورة الوجود ووجوب الذات من حيث هي هي.
أقول وكذا الاشكال (2) الوارد على الأصل المذكور من جهة اتصافه تعالى بصفات إضافية كثيره لا يندفع بما ذكروه في وجه التفصي من أن تحقق هذه الإضافات انما هو بعد وجود الأشياء التي يقع الإضافة له تعالى إليها وتكثرها تابع لتكثر تلك الأشياء فان لاحد ان يقول انا نعيد الكلام إلى مبادئ هذه الإضافات وموجباتها فان أكثرها بل كلها مما يحتاج إلى مبدء وخصوصية ينشأ منه الإضافة كالعلم والقدرة والإرادة (3)