في الوجود الا هو وفعله وصفته فلا بد ان يكون على صورته (1) فلما اظهر في عينه كان مجلاه فما رأى فيه الا جماله فأحب الجمال فالعالم جمال الله فهو الجميل المحب للجمال فمن أحب العالم بهذا النظر فقط فما أحب الا جمال الله فان جمال الصنعة لا يضاف الا إلى صانعه لا إلى الصنعة فجمال العالم جمال الله وصوره جماله انتهى.
وقال في موضع آخر اعلم أن كل ما يتصور المتصور فهو عينه لا غيره ليس للعالم (2) ان يتصور الحق الا بما يظهر عينه وان الانسان الذي هو آدم عبارة عن مجموع العالم فإنه الانسان الصغير وهو المختصر من العالم الكبير والعالم ما في قوه الانسان حصره (3) في ادراك الكثرة والعظم والانسان صغير الحجم يحيط به الادراك من حيث صورته وتشريحه وبما يحمله من القوى الروحانية فرتب الله فيه جميع ما خرج عنه مما سوى الله فارتبطت لكل جزء منه حقيقة الاسم الإلهي التي أبرزته (4) وظهر عنها فارتبطت به الأسماء