واما الذي يترتب على افعاله وشهواته من تبعية الاشخاص وأداته الأنواع و اصلاح النظام فذلك امر يصدر من فاعل اجل (1) وأعلى لغاية ارفع وأبهى وينوط بعناية الله وملائكته المدبرين لأمور الخلائق على احكم ترتيب وأجود نظام.
واما إذا انضمت إلى كل واحده من القوى الحيوانية قوه أعلى منها في الشرف فازت بانضمام تلك القوة الشريفة إليها بزيادة حسن وبهاء وزينه حتى يصير بذلك افعالها البارزة عنها أدوم غاية واحكم منفعه وارفع منزله على ما يكون لها بانفرادها و أكثر آثارا (2) اما بالعدد أو بالقوة والشدة وبحسن الاتفاق ولطف المأخذ وسهولة التوخي في الانتهاء إلى الغرض إذ كل واحد من عاليها لها قوه على تأييد السافل و تقويته وتهذيبه عن الشرور والمفسدات ودفع ضرر المضادات فيقبل الأدنى من الأعلى زيادة كمال ورونق.
وكذلك تصريفات الأعالي للأسافل واستخدامها إياها في وجوه الاغراض مما يفيدها الحسن والسناء والزينة والبهاء كتأييد القوة الشهوانية من الحيوان القوة النباتية وذب الغضبية الحيوانية عنها من أن ينقص مادتها دون البلوغ إلى منتهاها في الذبول والاستضرار وكتوفيق القوة النطقية للحيوانية في مقاصدها وكإفادتها لها اللطافة والبهاء في الاستعانة بها في أغراضها ولاجل ذلك ما توجد القوة الحسية والشوقية التي في الانسان بحيث قد يتعدى طورها في افعالها عن مسلك البهيمة إلى شبه طور الملائكة العلوية وقد يتعاطى في أفاعيلها أغراضا ودواعي لا يتعاطيها الا صريح القوة العقلية.
مثال ذلك ما يشاهد من الانسان انه قد يصدر عن مفرد نفسه الحيوانية افعال و انفعالات كالاحساس والتخيل والاكل والجماع والمحاربة مع الأعداء كل ذلك بنوع اخس وأدنى إذا لم يقع تحت تدبير النفس الشريفة العقلية كما هو شان أراذل الناس وأدانيهم الذين هم قريب الشبه بالبهائم والسباع واما إذا اكتسبت بمجاوره النفس النطقية من